النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَعۡلَمُ خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ} (19)

قوله عز وجل : { يعلم خائنة الأعين } فيه خمسة أوجه :

أحدها : أنه الرمز بالعين ، قاله السدي .

الثاني : هي النظرة بعد النظرة ، قاله سفيان .

الثالث : مسارقة النظر ، قاله ابن عباس .

الرابع : النظر إلى ما نهى عنه ، قاله مجاهد .

الخامس : هو قول الإنسان ما رأيت وقد رأى ، < أو رأيت{[2407]} وما رأى> قاله الضحاك .

وفي تسميتها خائنة الأعين وجهان :

أحدهما : لأنها أخفى الإشارات فصارت بالاستخفاء كالخيانة .

الثاني : لأنها باستراق{[2408]} النظر إلى المحظور خيانة .

{ وما تُخفي الصدور } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : الوسوسة ، قاله السدي .

الثاني : ما تضمره [ عندما ترى امرأة ] {[2409]} إذا أنت قدرت عليها أتزني بها أم لا ، قاله ابن عباس .

الثالث : ما يسره الإنسان من أمانة أو خيانة وعبر عن القلوب بالصدور لأنها مواضع القلوب .


[2407]:ساقطة من ك.
[2408]:في ع استراق.
[2409]:زيادة يقتضيها وضوح المراد.