غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا لَكُمۡ لَا تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ لِتُؤۡمِنُواْ بِرَبِّكُمۡ وَقَدۡ أَخَذَ مِيثَٰقَكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (8)

1

قوله { لا تؤمنون } حال من معنى الفعل كقولك " مالك قائماً " أي ما تصنع . والواو في قوله { والرسول } للحال من ضمير { لا تؤمنون } فهما حالان متداخلتان . وأخذ الميثاق إشارة إلى الأقوال المذكورة في تفسير قوله { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم } [ الأعراف :172 ] ، والمراد أنه قد تعاضدت الدلائل السمعية والبراهين العقلية على الإيمان بالله فأي عذر لكم في تركه { إن كنتم مؤمنين } لموجب ما فإن هذا الموجب لا مزيد عليه ولا ريب أن الإيمان بالله شامل لتصديق بجميع أوامره وأحكامه ومن جملتها الإيمان بالرسول وبالقرآن وبما فيه . استدل القاضي بقوله { وما لكم } على أن العبد قادر على الإيمان وعلى الاستطاعة قبل الفعل وإلا لم يصح التوبيخ كما لا يقال مالك لا تطول ولا تبيض . والبحث في أمثاله مذكور في مواضع .

/خ29