الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَا لَكُمۡ لَا تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ لِتُؤۡمِنُواْ بِرَبِّكُمۡ وَقَدۡ أَخَذَ مِيثَٰقَكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (8)

{ لاَ تُؤْمِنُونَ } حال من معنى الفعل في مالكم ، كما تقول : مالك قائماً ، بمعنى : ما تصنع قائماً ، أي : وما لكم كافرين بالله . والواو في { والرسول يَدْعُوكُمْ } واو الحال ، فهما حالان متداخلتان . وقرئ : «وما لكم لا تؤمنون بالله ورسوله والرسول يدعوكم » والمعنى : وأي عذر لكم في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه وينبهكم عليه ويتلو عليكم الكتاب الناطق بالبراهين والحجج ، وقبل ذلك قد أخذ الله ميثاقكم بالإيمان : حيث ركب فيكم العقول ، ونصب لكم الأدلة ، ومكنكم من النظر ، وأزاح عللكم ، فإذ لم تبق لكم علة بعد أدلة العقول وتنبيه الرسول ، فما لكم لا تؤمنون { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } لموجب مّا ؛ فإن هذا الموجب لا مزيد عليه . وقرئ : «أخذ ميثاقكم » على البناء للفاعل ، وهو الله عز وجل .