غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ} (32)

1

والسلسلة حلق منتظمة كل حلقة منها في حلقة . وكل شيء مستمر بعد شيء على الولاء والنظام فهو مسلسل . والذرع في اللغة التقدير بالذراع من اليد .

وقوله { سبعون ذراعاً } يجوز أن يكون محمولاً على الظاهر وأن يراد المبالغة على عادة العرب . وتقديم الجحيم على التصلية والسلسلة على السلك للحصر أي لا تصلوه إلا في الجحيم ولا تسلكوه إلا في هذه السلسلة الطويلة لأنها إذا طالت كانت الكلفة أشد .

قالوا : كل ذراع سبعون باعاً أبعد مما بين مكة والكوفة . قال الحسن : الله أعلم بأي ذراع هو قال ابن عباس : تدخل السلسة في دبره وتخرج من حلقه ثم يجمع بين ناصيته وقدميه قال الكلبي : كما يسلك الخيط في اللؤلؤ يجعل في عنقه سلوكها . عن بعضهم أن جمعاً من الكفار يقرن في هذه السلسلة الطويلة ليكون العذاب عليهم أشد وإنما لم يقل فاسلكوا السلسلة فيه لأنه أراد أن السلسلة تكون ملتفة على جسده بحيث لا يقدر على حركة . وقيل : هو كقولهم " أدخلت القلنسوة في رأسي " أو " الخاتم في أصبعي " . ومعنى " ثم " التراخي في الرتبة .

/خ52