غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي سَفَاهَةٖ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (66)

59

ومنها { قال الملأ من قومه } وفي قصة هود { قال الملأ الذين كفروا من قومه } إما أن هذا وصف وارد للذم لا غير ، وإما أنه لم يكن في أشراف قوم نوح من يؤمن وكان في أشراف قوم هود من آمن به منهم مرثد بن سعد الذي كان يكتم إسلامه فأريد التفرقة بالوصف . ومنها أن قوم نوح { قالوا إنا لنراك في ضلال مبين } وقوم هود { قالوا إنا لنراك في سفاهة } أي متمكناً منها تمكن المظروف من الظرف . وذلك أن نوحاً كان يخوّفهم بالطوفان العام وكان يشتغل بإعداد السفينة مدّة طويلة فوصفوه بضعف الرأي والبعد عن السداد . وأما هو فما ذكر شيئاً إلا أنه زيف معتقدهم في عبادة الأصنام وطعن فيها فقابلوه بمثله ونسبوه إلى السفاهة وخفة العقل حيث فارق دين قومه . ثم قالوا { وإنا لنظنك من الكاذبين } في ادعاء الرسالة . قيل : الظن بمعنى الجزم واليقين كقوله { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } [ البقرة : 46 ] قال الحسن والزجاج : كانوا شاكين فيعلم أن الشك والتجويز في أصول الدين يوجب الكفر .