إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦٓ إِنَّا لَنَرَىٰكَ فِي سَفَاهَةٖ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (66)

{ قَالَ الملأ الذين كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ } استئنافٌ كما مر وإنما وُصف الملأُ بالكفر إذْ لم يكن كلُّهم على الكفر كملأ قومِ نوحٍ بل كان منهم من آمن به عليه السلام ولكن كان يكتُم إيمانَه كمرثد بن سعد ، وقيل : وُصفوا به لمجرد الذم { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } أي متمكناً في خِفّة عقلٍ راسخاً فيها حيث فارقتَ دينَ آبائِك ، ألا إنهم هم السفهاءُ ولكن لا يعلمون { وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذبين } أي فيما ادعيْتَ من الرسالة ، قالوه لعراقتهم في التقليد وحِرمانِهم من النظر الصحيح .