غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (7)

1

ثم أكد المعاني المذكورة من أول السورة إلى هاهنا فقال على سبيل الاستنكار والاستبعاد { كيف يكون للمشركين عهد } المرفوع اسم كان وفي خبره ثلاثة أوجه : الأول { كيف } وقدم للاستفهام ، الثاني { للمشركين } وعند على هذين ظرف للعهد أو ليكون أو للجار أو هو وصف للعهد . الثالث الخبر { عند الله } و{ للمشركين } تبيين أو متعلق ب { يكون } و{ كيف } حال من العهد يعني محال أن يثبت لهؤلاء عهد وهم أضداد لكم يضمرون الغدر في كل عهد ، فلا تطعموا في الوفاء منهم ولا تتوانوا في قتلهم . ثم استثنى منهم المعاهدين عند المسجد الحرام الذين لم يظهر منهم نكث كبني كنانة وبني ضمرة ثم بيّن حكمهم فقال { فما استقاموا لكم } في «ما » وجهان : أحدهما أن تكون زمانية وهي المصدرية على التحقيق أي استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم . الثاني شرطية أي إن استقاموا لكم على العهد فاستقيموا لهم على مثله . { إن الله يحب المتقين } فيه إشارة إلى أن الوفاء بالعهد والاستقامة عليه من أعمال المتقين .

/خ16