مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ يَٰبُنَيَّ لَا تَقۡصُصۡ رُءۡيَاكَ عَلَىٰٓ إِخۡوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيۡدًاۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لِلۡإِنسَٰنِ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (5)

{ قَالَ يَا بَنِي } بالفتح حيث كان . حفص { لاَ تَقْصُصْ رُءيَاكَ } هي بمعنى الرؤية إلا أنها مختصة بما كان منها في المنام دون اليقظة ، وفرق بينهما بحر في التأنيث كما في القربة والقربى { على إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ } جواب النهي أي إن قصصتها عليهم كادوك . عرف يعقوب عليه السلام أن الله يصطفيه للنبوة وينعم عليه بشرف الدارين فخاف عليه حسد الإخوة . وإنما لم يقل فيكيدوك كما قال { فيكدوني } [ هود : 55 ] لأنه ضمن معنى فعل يتعدى باللام ليفيد معنى فعل الكيد مع إفادة معنى الفعل المضمن فيكون آكد وأبلغ في التخويف وذلك نحو «فيحتالوا لك » ألا ترى إلى تأكيده بالمصدر وهو { كَيْدًا إِنَّ الشيطان للإنسان عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة فيحملهم على الحسد والكيد .