{ وكذلك } ومثل ذلك الاجتباء الذي دلت عليه رؤياك { يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } يصطفيك ، والاجتباء الاصطفاء افتعال من جبيت الشيء إذا حصلته لنفسك ، وجبيت الماء في الحوض جمعته { وَيُعَلّمُكَ } كلام مبتدأ غير داخل في حكم التشبيه كأنه قيل : وهو يعلمك { مِن تَأْوِيلِ الأحاديث } أي تأويل الرؤيا ، وتأويلها عبارتها وتفسيرها وكان يوسف أعبر الناس للرؤيا ، أو تأويل أحاديث الأنبياء وكتب الله وهو اسم جمع للحديث وليس بجمع أحدوثة { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعلى ءالِ يَعْقُوبَ } بأن وصل لهم نعمة الدنيا بنعمة الآخرة أي جعلهم أنبياء في الدنيا وملوكاً ، ونقلهم عنها إلى الدرجات العلى في الجنة . وآل يعقوب أهله وهم نسله وغيرهم ، وأصل آل أهل بدليل تصغيره على« أهيل » إلا أنه لا يستعمل إلا فيمن له خطر ، يقال آل النبي وآل الملك ولا يقال آل الحجام ، ولكن أهله ، وإنما علم يعقوب أن يوسف يكون نبياً وإخوته أنبياء استدلالاً بضوء الكواكب فلذا قال { وعلى آل يعقوب } { كَمَا أَتَمَّهَا على أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ } أراد الجد وأبا الجد { إبراهيم وإسحاق } عطف بيان ل { أبويك } { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ } يعلم من يحق له الاجتباء { حَكِيمٌ } يضع الأشياء في مواضعها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.