قوله تعالى : { وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّك } الكاف في موضع نصبٍ أو رفعٍ ، فالنصبُ : إمَّا على الحال من ضمير المصدر المقدَّر ، وقد تقدم أنه رأيُ سيبويه ، وإمَّا على النعتِ لمصدرٍ محذوف والمعنى : مثلَ ذلك الاجتباء العظيم يَجْتبيك . والرفعُ على خبر ابتداء مضمر أي : الأمرُ كذلك . وقد تقدَّم له نظائر .
قوله : { وَيُعَلِّمُكَ } مستأنفٌ ليس داخلاً في حَيِّز التشبيه ، والتقدير : وهو يُعَلِّمك . والأحاديث : جمع تكسير ، فقيل : لواحدٍ ملفوظٍ به وهو " حديث " ولكنه شَذَّ جمعُه على أحاديث ، وله أخواتٌ في الشذوذ كأباطيل وأقاطيع وأعاريض في باطل وقطيع وعَرُوض . وزعم أبو زيد أن لها واحداً مقدراً وهو أُحْدُوثة ونحوه ، وليس باسم جمعٍ ؛ لأنَّ هذه الصيغةَ مختصة بالتكسير ، وإذا كانوا قد التزموا ذلك فيما لم يُصَرَّح له بمفردٍ مِنْ لفظه نحو : عباديد وشماطيط وأبابيل ففي " أحاديث " أَوْلى ، ولهذا رُدَّ على الزمخشري قولُه : " وهي اسم جمعٍ للحديث وليس بجمعِ أُحْدوثة " بما ذكرته ، ولكنَّ قولَه " ليس بجمعِ أُحْدوثة " صحيحٌ ؛ لأن مذهبَ الجمهور خلافُه ، على أنَّ كلامَه قد يريد به غيرَ ظاهرِه مِنْ قوله اسم جمع .
وقوله : { عَلَيْكَ } يجوز أَنْ يتعلَّق ب " يُتِمَّ " ، وأن يتعلَّقَ ب " نعمته " . وكرَّر " على " في قوله : " وعلى آل " ليمكنَ العطفُ على الضمير المجرور . هذا مذهبُ البصريين ، وتقدَّم بيانه . وقوله : " مِنْ قبلُ " أي مِنْ قبلك .
قوله : { إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ } يجوز أن يكونَ بدلاً من " أبويك " أو عطف بيان ، أو على إضمارِ أَعْني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.