مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجٖ مَّكَانَ زَوۡجٖ وَءَاتَيۡتُمۡ إِحۡدَىٰهُنَّ قِنطَارٗا فَلَا تَأۡخُذُواْ مِنۡهُ شَيۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (20)

وكان الرجل إذا رأى امرأة فأعجبته بهت التي تحته ورماها بفاحشة حتى يلجئها إلى الافتداء منه بما أعطاها فقيل : { وَإِنْ أَرَدْتُّمُ استبدال زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ } أي تطليق امرأة وتزوج أخرى { وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَهُنَّ } وأعطيتم إحدى الزوجات ، فالمراد بالزوج الجمع لأن الخطاب لجماعة الرجال { قِنْطَاراً } مالاً عظيماً كما في «آل عمران » . وقال عمر رضي الله عنه على المنبر : لا تغالوا بصدقات النساء . فقالت امرأة : أنتبع قولك أم قول الله : { وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَهُنَّ قِنطَاراً } . فقال عمر : كل أحد أعلم من عمر ، تزوجوا على ما شئتم { فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ } من القنطار { شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بهتانا وَإِثْماً مُّبِيناً } أي بيناً ، والبهتان أن تستقبل الرجل بأمر قبيح تقذفه به وهو بريء منه لأنه يبهت عند ذلك أي يتحير . وانتصب بهتاناً على الحال أي باهتين وآثمين .