مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱلَّـٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِنَّ أَرۡبَعَةٗ مِّنكُمۡۖ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِي ٱلۡبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّىٰهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا} (15)

ثم خاطب الحكام فقال :{ واللاتى } هي جمع «التي » وموضعها رفع بالابتداء { يَأْتِينَ الفاحشة } أي الزنا لزيادتها في القبح على كثير من القبائح . يقال أتى الفاحشة وجاءها ورهقها وغشيها بمعنى { مِّن نِّسَائِكُمُ } « من » للتبعيض والخبر { فاستشهدوا عَلَيْهِنَّ } فاطلبوا الشهادة { أَرْبَعةً مّنْكُمْ } من المؤمنين { فَإِن شَهِدُواْ } بالزنا { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البيوت } فاحبسوهن { حتى يَتَوَفَّاهُنَّ الموت } أي ملائكة الموت كقوله { الذين تتوفاهم الملائكة } [ النحل : 28 ] أو حتى يأخذهن الموت ويستوفي أرواحهن { أَوْ يَجْعَلَ الله لَهُنَّ } قيل «أو » بمعنى «إلا أن » { سَبِيلاً } غير هذه . عن ابن عباس رضي الله عنهما : السبيل للبكر جلد مائة وتغريب عام وللثيب الرجم لقوله عليه السلام " خذوا عني ، خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلاً البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة "