مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ} (53)

{ وَيَقُولُ الذين ءَامَنُواْ } أي يقول بعضهم لبعض عند ذلك . «ويقول » بصري عطفاً على «أن يأتي » «يقول » بغير واو : شامي وحجازي على أنه جواب قائل يقول : فماذا يقول المؤمنون حينئذ ؟ فقيل : يقول الذين آمنوا { أهؤلاء الذين أَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ } أي أقسموا لكم بإغلاظ الأيمان أنهم أولياؤكم ومعاضدوكم على الكفار وجهد أيمانهم مصدر في تقدير الحال أي مجتهدين في توكيد أيمانهم { حَبِطَتْ أعمالهم } ضاعت أعمالهم التي عملوها رياء وسمعة لا إيماناً وعقيدة ، وهذا من قول الله عز وجل شهادة لهم بحبوط الأعمال وتعجيباً من سوء حالهم { فَأَصْبَحُواْ خاسرين } في الدنيا والعقبى لفوات المعونة ودوام العقوبة .