فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ} (53)

{ ويقول الذين آمنوا } كلام مبتدأ مسوق لبيان ما وقع من هذه الطائفة ، أي يقول الذين آمنوا مخاطبين لليهود ومشيرين إلى المنافقين وقت إظهار الله تعالى نفاقهم { أهؤلاء } الهمزة للاستفهام التعجبي { الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم } بالمناصرة والمعاضدة في القتال أو يقول بعض المؤمنين لبعض مشيرين إلى المنافقين ، وهذه الجملة مفسرة للقول ، وجهد الإيمان أغلظها .

{ حبطت أعمالهم } أي بطلت ، وهو من تمام قول المؤمنين ، واستظهره أبو حيان وبه قال الزمخشري أو جملة مستأنفة والقائل هو الله سبحانه والأعمال هي التي عملوها في الموالاة أو كل عمل يعملونه ، وعليه جمهور المفسرين { فأصبحوا خاسرين } في الدنيا بافتضاحهم ، وفي الآخرة بإحباط ثواب أعمالهم وحصلوا بالعذاب الدائم المقيم .