التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ} (53)

قوله تعالى : ( ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين )

قال الشيخ الشنقيطي : وبين الله تعالى في موضع آخر أن سبب حلفهم بالكذب للمسلمين أنهم منهم ، إنما هو الفرق أي الخوف ، وأنهم لو وجدوا محلا يستترون فيه عن المسلمين لسارعوا إليه ، لشدة بغضهم للمسلمين ، وهو قوله ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه و هم يجمحون )ففي هذه الآية بيان سبب أيمان المنافقين ونظيرها قوله : ( اتخذوا أيمانهم جنة ) . وبين تعالى في موضع أخر ، أنهم يحلفون تلك الأيمان ليرضى عنهم المؤمنون وأنهم إن رضوا عنهم ، فإن الله لا يرضى عنهم وهو قوله ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) .