تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ} (53)

وقوله تعالى : { ويقول الذين آمنوا } بعضهم لبعض لما ظهر نفاق أهل النفاق ، وقتلوا وافتضحوا كقوله تعالى : { ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا } [ الأحزاب : 61 ] . قال المؤمنون عند ذلك : { أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم } وقد كانوا يظهرون الموافقة للمؤمنين ، ويحلفون بالله على ذلك ، ويضمرون الخلاف لهم والعداوة والمودة للكفرة كقوله تعالى : { يحلفون بالله ما قالوا } [ الأحزاب : 74 ] . [ وكقوله تعالى ] : { أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم } والله أعلم .

وقوله تعالى : { حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين } أي { حبطت أعمالهم } التي عملوها مثل إسرار { ما أسروا في أنفسهم } [ المائدة : 52 ] إذ أسروا في ذلك { فأصبحوا } أي صاروا { خاسرين } بعد الافتضاح حين ذهبت منافعهم التي كانت قبل الافتضاح وظهور نفاقهم . ويحتمل قوله تعالى : { حبطت أعمالهم } التي عملوها ظاهرا مرآة للناس .