السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ} (53)

وقوله تعالى :

{ ويقول الذين آمنوا } قرأه عاصم وحمزة والكسائي بالرفع على أنه كلام مبتدأ ويؤيده قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر مرفوعاً بغير واو على أنه جواب قائل يقول : فماذا يقول المؤمنون حينئذٍ وقرأ بالنصب أبو عمرو عطفاً على يأتي باعتبار المعنى وكأنه قال : عسى الله أن يأتي بالفتح ، ويقول الذين آمنوا { أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم } أي : غاية اجتهادهم فيها { إنهم لمعكم } في الدين أي : يقوله المؤمنون بعضهم لبعض تعجباً من حال المنافقين وتبجعاً بما منّ الله تعالى عليهم من الإخلاص ، أو يقولون لليهود : فإنّ المنافقين حلفوا لهم بالمعاضدة كما حكى الله تعالى عنهم بقوله : { وإن قوتلتم لننصرنكم } ( الحشر آية : 11 ) { حبطت } أي : بطلت { أعمالهم } أي : الصالحة { فأصبحوا } أي : فصاروا { خاسرين } الدنيا بالفضيحة والآخرة بالعقاب .