محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (99)

وقوله تعالى :

[ 99 ] { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99 } .

{ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم } أي بحيث لا يشذ عنهم أحد { جميعا } أي مجتمعين على الإيمان ، لا يختلفون فيه . أي : لكنه لا يشاؤه لمخالفته للحكمة التي بنى عليها أساس التكوين والتشريع { أفأنت تكره الناس } أي على ما لم يشأ الله منهم { حتى يكونوا مؤمنين } أي ليس ذلك عليك ، ولا إليك ، كقوله تعالى{[4790]} : { ليس / عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } . وفيه تسلية له صلى الله عليه وسلم . وترويح لقلبه مما كان يحرص عليه إيمانهم ، كقوله تعالى{[4791]} : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } { فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } {[4792]} ولذا قال تعالى : { وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } .


[4790]:[2 / البقرة / 272].
[4791]:[26 / الشعراء / 3].
[4792]:[35 / فاطر / 8].