ثم قال تعالى : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا }[ 99 ] : أي : لوفقهم إلى الإيمان بك يا محمد – وبما جئت به . ولكن قد سبق في قضائه من يؤمن{[31672]} ، ومن لم يؤمن : وهذا كله رد على المعتزلة الذين يقولون : إن الإيمان والكفر مفوضان إلى العبد ، بل كل عامل قد علم الله عز وجل ، ما هو عامل قبل خلقه له . ولا تقع المجازاة إلا على ظهور أعمال{[31673]} العاملين . فخلقهم ليعملوا{[31674]} ما قد علم أنهم عاملون ، فيجازيهم على ذلك بعد ظهور منهم ، وإقامة الحجة عليهم .
وقوله { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا } يدل على ذلك ويبينه{[31675]} .
{ أفأنت } يا محمد { تكره الناس }[ 99 ] حتى يؤمنوا بك ؟
وفي الإتيان ( بجميع ) بعد ( كلهم ) قولان : أحدهما أنه زيادة تأكيد ، ونصبه على الحال{[31676]} . وقيل : لما كان كل{[31677]} يقع تأكيدا ، ويقع اسما غير تأكيد أتى معه بما لا يكون تأكيدا ، وهو ( جميعا ) ، فجمع بينهما ، ليعلم أن معناهما{[31678]} واحد ، أنه للتأكيد{[31679]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.