الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (99)

{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } يا محمد { لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا } قال الحسين بن الفضل : لأضطرّهم إلى الإيمان . قال الأخفش : جاء بقوله : ( جميعاً ) مع ( كل ) تأكيداً كقوله :

{ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ } [ النحل : 51 ] .

{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } قال ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى ، فأخبره الله تعالى أنّه لا يؤمن إلاّ من سبق له من الله سعادة في الكتاب الأول ، ولا يضلّ إلاّ من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول .