الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (99)

{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ } مشيئة القسر والإلجاء { لآمَنَ مَن فِى الأرض كُلُّهُمْ } على وجه الإحاطة والشمول { جَمِيعاً } على الإيمان مطبقين عليه لا يختلفون فيه . ألا ترى إلى قوله : { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس } يعني إنما يقدر على إكراههم واضطرارهم إلى الإيمان هو لا أنت . وإيلاء الاسم حرف الاستفهام ، وللإعلام بأن الإكراه ممكن مقدور عليه ، وإنما الشأن في المكره من هو ؟ وما هو إلاّ هو وحده لا يشارك فيه ، لأنه هو القادر على أن يفعل في قلوبهم ما يضطّرون عنده إلى الإيمان ، وذلك غير مستطاع للبشر .