محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ خَيۡرٞ مَّقَامٗا وَأَحۡسَنُ نَدِيّٗا} (73)

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ( 73 ) } .

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا } أي موضعا ومكانا { وَأَحْسَنُ نَدِيًّا } أي مجتمعا للقوم ، والمعنى أن هؤلاء الكفرة إذا تليت عليهم آياته تعالى بينة الحجة واضحة البرهان على مقاصدها ، أعرضوا وأخذوا يحتجون على فضل ما هم عليه بكونهم أوفر حظا من الدنيا ، لكونهم أحسن منازل وأرفع دورا وأعمر نديا وأكثر طارقا وواردا ، أي فكيف نكون ونحن بهذه المثابة على باطل ، وأولئك الذين مختفون في دار الأرقم بن أبي الأرقم على الحق ؟ كما قال تعالى مخبرا عنهم : { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه } وقال قوم نوح : { أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } وقال تعالى : { وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ، أليس الله بأعلم بالشاكرين } .