الضمير في { عَلَيْهِمْ } راجع إلى الكفار الذين سبق ذكرهم في قوله : { أَئذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } أي : هؤلاء إذا قرئ عليهم القرآن تعذروا بالدنيا ، وقالوا : لو كنتم على الحق وكنا على الباطل لكان حالكم في الدنيا أطيب من حالنا ، ولم يكن بالعكس ، لأن الحكيم لا يليق به أن يهين أولياءه ويعزّ أعداءه ، ومعنى البينات : الواضحات التي لا تلتبس معانيها . وقيل : ظاهرات الإعجاز . وقيل : إنها حجج وبراهين ، والأوّل أولى . وهي حال مؤكدة لأن آيات الله لا تكون إلا واضحة ، ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله : { قَالَ الذين كَفَرُواْ } للإشعار بأن كفرهم هو السبب لصدور هذا القول عنهم ، وقيل : المراد بالذين كفروا هنا : هم المتمردّون المصرّون منهم ، ومعنى قالوا { لِلَّذِينَ آمَنُوا } قالوا : لأجلهم . وقيل : هذه اللام هي لام التبليغ كما في قوله : { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ } [ البقرة : 247 ] أي خاطبوهم بذلك وبلغوا القول إليهم { أَيُ الفريقين خَيْرٌ مَقَاماً } المراد بالفريقين : المؤمنون والكافرون ، كأنهم قالوا : أفريقنا خير أم فريقكم ؟ قرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد وشبل بن عباد «مقاماً » بضم الميم ، وهو موضع الإقامة ، ويجوز أن يكون مصدراً بمعنى الإقامة ، وقرأ الباقون بالفتح أي منزلاً ومسكناً . وقيل : المقام : الموضع الذي يقام فيه بالأمور الجليلة ، والمعنى : أي الفريقين أكبر جاهاً وأكثر أنصاراً وأعواناً ، والنديّ والنادي : مجلس القوم ومجتمعهم ، ومنه قوله تعالى : { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المنكر } [ العنكبوت : 29 ] . وناداه جالسه في النادي ، ومنه دار الندوة ، لأن المشركين كانوا يتشاورون فيها في أمورهم ، ومنه أيضاً قول الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.