{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } واضحات لا يلتبس معانيها . وقيل ظاهرات الإعجاز ، وقيل إنها حجج وبراهين والأول أولى ، وهي حال مؤكدة لأن آيات الله لا تكون إلا واضحة ، والضمير في عليهم راجع إلى الكفار الذي سبق ذكرهم في قوله { أئذا ما مت لسوف أخرج حيا } ، أي هؤلاء إذا قرئ عليهم القرآن تعذروا بالدنيا وقالوا : " لو كنتم على الحق وكنا على الباطل لكان حالكم في الدنيا أطيب من حالنا ولم يكن بالعكس : لأن الحكيم لا يليق به أن يهين أولياءه ويعز أعداءه ، وقيل : عليهم أي على المؤمنين والأول أظهر ، ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله : { قال الذين كفروا } للإشعار بأن كفرهم هو السبب لصدور هذا القول عنهم ، وقيل المراد بهم هنا هم المتمردون المصرون منهم ، والأغنياء المتجملون بالثياب وغيرها .
ومعنى { للذين آمنوا } قالوا لأجلهم ، وقيل هي لام التبليغ كما في قوله : { وقال لهم نبيهم } أي خاطبوهم وشافهوهم بذلك ، وبلغوا القول إليهم ، يعني فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت فيهم قشافة وفي عيشهم خشونة وفي ثيابهم رثاثة وفي منزلهم ضيق ، وكان المشركون يرجلون شعورهم ويدهنون رؤوسهم ويلبسون أفخر ثيابهم .
{ أي الفريقين } المراد بهما المؤمنون والكافرون ، كأنهم قالوا فريقنا { خير مقاما } أم فريقكم ؟ وقرئ بضم الميم ، وهو موضع الإقامة أو مصدر بمعناها ، وبالفتح منزلا ومسكنا فهو غير النادي إذا هو متحدث القوم ، وقيل هو الموضع الذي يقام فيه بالأمور الجليلة ، والمعنى أي الفريقين أكبر جاها وأكثر أعوانا وأنصارا .
وعن مجاهد في الآية قال : قريش تقوله لها ولأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن عباس : مقاما المنازل { وأحسن نديا } قال ابن عباس : نديا المجالس . والندي والنادي مجلس القوم ومتحدثهم ومجتمعهم . ومنه قوله تعالى : { وتأتون في ناديكم المنكر } وقوله : { فليدع ناديه } أي أهل ناديه . وناده جالسه في النادي ومنه دار الندوة لأن المشركين كانوا يتشاورون فيها في أمورهم . وقيل هو مشتق من الندى وهو الكرم لأن الكرماء يجتمعون فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.