محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} (88)

{ قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } قرئ بالحركات الثلاث على الميم .

قال الزمخشري : أي ما أخلفنا موعدك ، بأن ملكنا أمرنا . أي لو ملكنا أمرنا ، وخلينا وراءنا ، لما أخلفناه . ولكن غلبنا من جهة السامري وكيده : { وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا } بفتح الحاء مخففا ، وبضمها وكسر الميم مشددا { أَوْزَارًا } أي أثقالا وأحمالا { مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ } أي من حلي القبط ، قوم فرعون ، وهو حلي نسائهم { فَقَذَفْنَاهَا } أي في النار لسبكها { فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ } أي كان إلقاؤه { فَأَخْرَجَ لَهُمْ } أي من تلك الحلي المذابة { عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ } أي صوت عجل . وقد قيل : إنه صار حيا ، وخار كما يخور العجل . وقيل : لم تحله الحياة وإنما جعل فيه منافذ ومخارق ، بحيث تدخل فيها الرياح فيخرج صوت يشبه صوت العجل . أفاده الرازي .

وقوله : { فَقَالُوا } أي السامري ومن افتتنوا به { هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ } أي غفل عنه وذهب يطلبه في الطور .