فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} (88)

{ فأخرج لهم } السامري من الحفرة ، وهذا من كلامه تعالى : { عجلا } صاغه من الحلي في ثلاثة أيام { جسدا } أي حال كونها جسدا ، أي صائرة جسدا ، أي دما ولحما ، والجسد جمعه أجساد .

قال في البارع : لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل ، وهو الإنسان والملائكة والجن ، ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران ، وللذم إذا يبس أيضا جسد وجاسد والمعنى أخرج لهم عجلا ذا جثة على التشبيه بالعاقل .

{ له خوار } صوت يسمع ، أي يخور كما يخور الحي من العجول ، والخوار صوت البقر ؛ وقيل خواره كان بالريح لأنه كان عمل فيه خروقا فإذا دخلت الريح في جوفه خار ، ولم تكن فيه حياة .

{ فقالوا } أي السامري ومن وافقه بادئ الرأي { هذا إلهكم وإله موسى فنسي } أي فضل موسى ولم يعلم مكان إلهه هذا ، وذهب يطلبه في الطور ، وهذا يقتضي أنهم جعلوا العجل إلها يعبدونه لذاته ، لا لتقريبه لهم من الله تعالى . وقيل المعنى فنسي موسى أن يذكر لكم أن هذا إلهه وإلهكم . قاله ابن عباس وقيل الماسي هو السامري ؛ أي ترك السامري ما أمر به موسى من الإيمان وضل كذا قال ابن الأعرابي .