تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} (88)

قال جار الله : { فأخرج لهم } السامري من الحفرة { عجلاً } خلقه الله من الحلي التي سبكتها يخور كما يخور العجاجيل ، وروي أنه صاغ عجلاً جعل فيه خردقاً إذا دخلته الرياح فأوهم أنه يصوت ، وقيل : خار مرَّة ولم يعد ، وقيل : كان خواره بالريح إذا دخل جوفه ، وقيل : صاغ عجلاً من ذهب مرصَّع لا روح فيه روي ذلك في الحاكم ، قال جار الله : فإن قلت : كيف أثّرت تلك التربة في إحياء الأموات ؟ قلتُ : ما يصح أن يؤثر الله سبحانه روح الفرس بهذه الكرامة الخاصة كما أثرت بغيرها من الكرامات ، وهي يباشر فرسه بحافره تربة ، إذا لاقت تلك التربة جماد أنشأه الله عند مباشرته حيواناً ، ألا ترى كيف أنشأ المسيح من غير أب عند نفخة في الدرع ، فإن قلت لم خلق العجل من الحلي حتى خار فتنة لبني إسرائيل وضلالاً ؟ قلت : ليس بأول محنة محن الله بها عباده { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين } [ إبراهيم : 27 ] ومن عجب من خلق العجل فليكن من خلق ابليس أعجب ، فقال - يعني السامري - : { هذا إلهكم وإله موسى } { فنسي } موسى أن يطلبه ها هنا وذهب يطلبه في الطور ، أو فنسي السامري ما كان عليه من الإِيمان الظاهر