فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} (88)

ثم ألقى عليه قبضة من أثر الرسول وهو جبريل ، فصار { عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ } أي يخور كما يخور الحيّ من العجول ، والخوار : صوت البقر ، وقيل : خواره كان بالريح ؛ لأنه كان عمل فيه خروقاً . فإذا دخلت الريح في جوفه خار ولم يكن فيه حياة { فَقَالُوا هذا إلهكم وإله موسى } أي قال السامريّ ومن وافقه هذه المقالة { فَنَسِيَ } أي فضلّ موسى ولم يعلم مكان إلهه هذا ، وذهب يطلبه في الطور . وقيل : المعنى : فنسي موسى أن يذكر لكم أن هذا إلهه وإلهكم . وقيل : الناسي هو السامريّ ، أي ترك السامريّ ما أمر به موسى من الإيمان وضلّ ، كذا قال ابن الأعرابي .

/خ91