محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ} (101)

( 101 ) { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ( 101 ) } .

{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } أي لشدة الهول من هجوم ما شغل البال حتى زال به التعاطف والتآلف ، إذ ( 3 ) {[5576]} : { يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } ونفي نفع النسب ، إذا دهم مثل ذلك معروف .

كما قال :

لا نسب اليوم ولا خلة *** اتسع الخرق على الراقع

{ وَلَا يَتَسَاءلُونَ } أي لا يسأل بعضهم بعضا ، لعظم الفزع وشدة ما بهم من الأهوال ، وذهولهم عما كان بينهم من الأحوال ، فتنقطع العلائق والوصل التي كانت بينهم ، وجلي أن نفي التساؤل إنما وقت النفخ ، كما دل عليه قوله : { فإذا } أي فوقت القيام من القبور وهول المطلع يشتغل كل بنفسه . وأما ما بعده فقد يقع التساؤل ، كما قال تعالى ( 1 ) {[5577]} : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } لأن يوم القيامة ممتد . ففيه مشاهد ومواقف . فيقع في بعضها تساؤل وفي بعضها دهشة تمنع منه .

تنبيه :

روى هنا بعض المفسرين أخبارا في نفع النسب النبوي . وحبذا لو روى شيء منها في الصحيحين ، أو في مسانيد من التزم الصحة .


[5576]:(50 ق 24).
[5577]:(37 الصافات 27) و (52 الطور 25).