{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ } قيل هذه هي النفخة الأولى ، قاله ابن عباس . وقيل الثانية قاله ابن مسعود وهذا أولى . وهي النفخة التي بين البعث والنشور . وقيل المعنى فإذا نفخ في الأجساد أرواحها ، على أن الصور جمع صورة لا القرن وقد قرئ بها وبضم الصاد وسكون الواو ، والقرن الذي ينفخ فيه { فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } يتفاخرون بها أو تنفعهم لزوال التراحم والتعاطف ، أي لا يذكرونها لما هم فيه من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة ، وهو جمع نسب وهو القرابة .
{ وَلا يَتَسَاءلُونَ } أي لا يسأل بعضهم بعضا عنها ، فإن لهم إذ ذاك شغلا شاغلا . ومنه قوله : { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } وقوله : { ولا يسأل حميم حميما } ولا ينافي هذا ما في الآية الأخرى من قوله : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } فإن ذلك محمول على اختلاف المواقف يوم القيامة فالإثبات باعتبار بعضها والنفي باعتبار بعض آخر ، كما قررناه في نظائر هذا ، مما أثبت تارة ونفي أخرى .
وعن ابن عباس في الآية قال : حين ينفخ في الصور فلا يبقى حي إلا الله . وعنه أنه سئل عن هذه الآية . وقوله { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } قال : إنها مواقف ، فأما الموقف الذي لا أنساب بينهم ولا يتساءلون فعند الصعقة الأولى لا أنساب بينهم فيها إذا صعقوا ، فإذا كانت النفخة الآخرة فإذا هم قيام يتساءلون وعنه أنه سئل عن الآيتين فقال : هذا في النفخة الأولى حين لا يبقى على الأرض شيء ، وذاك لما دخلوا الجنة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون وعن ابن مسعود قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ، وفي لفظ يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة على رؤوس الأولين والآخرين ، ثم يناد مناد ألا إن هذا فلان بن فلان فمن كان له حق قبله فليأت إلى حقه .
وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري ) {[1267]} .
وأخرج البزار والطبراني وأبو نعيم والحاكم والضياء في المختارة عن عمر ابن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) {[1268]} .
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ) {[1269]} وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر : ( ما بال رجال يقولون إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه ، بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرط لكم ) {[1270]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.