محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَسۡكَنَّـٰهُ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابِۭ بِهِۦ لَقَٰدِرُونَ} (18)

{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ } أي بتقدير يصلون معه إلى منفعتهم . أو بمقدار ما علمناه من حاجاتهم { فأسكنّاه في الأرض } أي جعلناه قارّا فيها ، يتفجر من الأماكن التي أراد سبحانه إحياءها كقوله [ الزمر 21 ] { فسلكه ينابيع في الأرض } { وإنا على ذهاب به لقادرون } أي إزالته بالتغوير وبغيره ، كما قدرنا على إنزاله . ففي تنكير { ذهاب } إيماء إلى كثرة طرقه ، ومبالغه في الإبعاد به .

قال الزمخشري : فعلى العباد أن يستعظموا النعمة في الماء ، ويقيّدوها بالشكر الدائم ، ويخافوا نفارها ، إذا لم تشكر .