محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (91)

{ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ } أي مكة { الَّذِي حَرَّمَهَا } أي جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم ، ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاها . وفيه تعريض بجحدهم نعمته تعالى في ذلك ، حيث آمنهم من خوف ، وأجلهم في أعين القبائل ، ووقاهم من الفتن المنتشرة عند غيرهم ، إجلالا لهذا البيت . وهم لم يراعوا هذه النعمة بالقيام بواجب شكرها ، من عبادته تعالى وحده ، وسعيهم بالإصلاح { وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ } أي خلقا وملكا . فهو خالق كل شيء ومليكه { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } أي ممن أسلم وجهه لله تعالى ، لا لغيره .