قوله : «إِنَّمَا أُمِرْتُ » أي : قل يا محمد إنما أمرت ( أي : أمرت ){[39607]} أن أخص الله وحده بالعبادة ، ثم إنه تعالى وصف نفسه بأمرين :
أحدهما : أنه رب هذه البلدة ، والمراد مكة ، وإنما خصها من بين سائر البلاد بإضافة اسمه إليها لأنها أحب بلاده إليه وأكرمها عليه ، وأشار إليها إشارة تعظيم لها دالاً على أنها وطن نبيه ومهبط وحيه{[39608]} .
قوله : «الَّذِي حَرَّمَهَا » هذه قراءة الجمهور صفة للربِّ ، وابن مسعود وابن عباس «الَّتِي » صفة للبلدة{[39609]} ، والسياق إنما هو للرب لا للبلدة ، فلذلك{[39610]} كانت قراءة{[39611]} العامة واضحة . والمعنى : جعلها الله حرماً آمناً لا سفك فيها دم{[39612]} ، ولا يظلم فيها أحد{[39613]} ، ولا يصطاد صيدها ولا يختلأ خلاؤها ، وله كل شيء خلقاً وملكاً ، وإنما ذكر ذلك لأن العرب كانوا معترفين{[39614]} بكون مكة محرمة ، وعلموا أن تلك الفضيلة ليست من الأصنام بل من الله فكأنه قال : لما علمت وعلمتهم أنه سبحانه هو المتولي{[39615]} لهذه النعم وجب عليّ أن أخصه بالعبادات ، و { أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المسلمين } لله{[39616]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.