محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (30)

{ يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون } .

{ يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون } أي : يا ندامة عليهم تكون يوم القيامة بسبب استهزائهم وسخريتهم في الدنيا بالناصحين ، حتى أفضى بهم الحال إلى قتلهم كما فعل أصحاب القرية . أو المراد شدة خسرانهم حتى استحقوا أن يتحسر عليهم أهل الثقلين .

أو التحسر منه تعالى مجازا . وتقريره أن التحسر ما يلحق المتحسر من الندم / حتى يبقى حسيرا . وهو لا يليق به تعالى . فيجعل استعارة ، بأن شبه حال العباد بحال من يتحسر عليه الله فرضا ، فيقول : يا حسرة على عبادي . قيل : وهو نظير قوله تعالى : {[6325]} { بل عجبت ويسخرون } على القراءة بضم التاء ، فالنداء للحسرة تعجب منه . والمقصود تعظيم جنايتهم . أي : عدّها أمرا عظيما يتعجب منه ، أفاده الشهاب .


[6325]:[37/الصافات/12]