محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزمر : سميت بها لاشتمالها على الآية التي ذكر فيها زمر الفريقين ، المشيرة إلى تفصيل الجزاء وإلزام الحجة وبطلان المعذرة . وهذا من أعظم مقاصد القرآن . قاله المهايميّ . وهي مكية ، واستثنى بعضهم ثلاث آيات { قل يا عبادي } الخ ذهابا إلى أنها نزلت في وحشيّ قاتل حمزة على ما روي . قيل ، ورابعة وهي : { الله نزل أحسن الحديث } حكاه ابن الجوزيّ ، وتقدم الكلام في مثل هذا . وآياتها خمس وسبعون .

أخرج النسائي عن عائشة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر . ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم .

وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل ليلة بني إسرائيل والزمر ) .

{ تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } أي هذا تنزيل كائن من الله . وقرئ { تنزيل } بالنصب على إضمار الفعل .