ثم نهى تعالى عن التحاسد وعن تمني ما فضل الله به بعض الناس على بعض من المال ونحوه ، مما يجري فيه التنافس بقوله :
/ ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما32 ) .
( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا ) أي أصابوا وأحرزوا ( وللنساء نصيب مما اكتسبن ) أي أصبن وأحرزن . أي لكل فريق نصيب مما اكتسب في نعيم الدنيا قبضا أو بسطا ، فينبغي أن يرضى بما قسم الله له .
وقد روى الإمام أحمد عن مجاهد " أن أم سلمة قالت : يا رسول الله يغزو الرجال ولا يغزو النساء وانما لنا نصف الميراث فأنزل الله تعالى : ( ولا تتمنوا ) الآية " . ورواه الترمذي{[1666]} وقال : غريب . ورواه الحاكم في ( مستدركه ) وزاد : " ثم أنزل الله{[1667]} : أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) " . الآية فان صح هذا فالمعنى : لكل أحد قدر من الثواب يستحقه بكرم الله ولطفه . فلا تتمنوا خلاف ذلك . ولا مانع من شمول الآية لما يتعلق بأحوال الدنيا والآخرة . فان اللفظ محتمل . ولا منافاة . والله أعلم ( واسألوا الله من فضله ) أي من خزائن نعمه التي لا نفاد لها . وقد روى الترمذي{[1668]} وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : / " سلوا الله من فضله . فان الله عز وجل يحب أن يسأل . وأفضل العبادة انتظار الفرج " . ( ان الله كان بكل شيء عليما ) ولذلك جعل الله الناس على طبقات رفع بعضهم على بعض درجات حسب مراتب استعداداتهم الفائضة عليهم بموجب المشيئة المبنية على الحكم الأبية . قاله أبو السعود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.