محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ} (19)

{ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } أي الفقير المتعفف الذي يُظَن غنيا ، فيحرم الصدقة .

قال قتادة : " هذان فقيرا أهل الإسلام : سائل يسأل في كفه ، وفقير متعفف ، ولكليهما عليك حق ، يا ابن آدم " .

وفي ( الصحيح ( {[6781]} عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان . ولكن المسكين الذي لا يجد غني يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه ) .

وروى الإمام {[6782]} أحمد عن الحسين بن عليّ رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( للسائل حق وإن جاء على فرس ) . ورواه أبو داود وأسنده عن عليّ كرم الله وجهه .

ويدخل في { المحروم } كل من لا مال له ، ومن هلك ماله بآفة ، ومن حرم الرزق واحتاج ، إلا أن أهم أفراده المتعفف : ولذا عوّل عليه الأكثر .

وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس : ( في أموالهم حق سوى الزكاة يصلون بها رحما ، أو يقرون بها ضيفا ، أو يحملون بها كلا ) .

/ ثم أشار تعالى إلى أنه لا حاجة إلى الخرص والتخمين في باب الاعتقادات ، لكثرة الآيات الواضحة ، بقوله سبحانه : { وفي الأرض آيات للموقنين 20 } .


[6781]:أخرجه البخاري في: 65؛كتاب التفسير، 2 – سورة البقرة،48 – باب {لا يسألون الناس إلحافا}، حديث رقم 788، عن أبي هريرة.
[6782]:انظر الصفحة رقم 201 من الجزء الأول(طبعة الحلبي)والحديث رقم 1790(طبعة المعارف(.