{ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } أي يجعلون في أموالهم ويوجبون على أنفسهم ، حقا للسائل والمحروم ، تقربا إلى الله عز وجل بمقتضى الكرم يصلون بها الأرحام والفقراء والمساكين ، وقال محمد بن سيرين وقتادة : الحق هنا الزكاة المفروضة والأول أولى ، فتحمل على صدقة النفل وصلة الرحم وقرى الضيف لأن السورة مكية والزكاة لم تفرض إلا بالمدينة وسيأتي في سورة { سأل سائل } { وفي أموالهم حق معلوم ، للسائل والمحروم } بزيادة معلوم والسائل هو الذي يسأل الناس لفاقته ، واختلف في تفسير المحروم فقيل هو الذي يتعفف عن السؤال حتى يحسبه الناس غنيا ، فلا يتصدقون عليه ، وبه قال قتادة والزهري ، وقال الحسن ومحمد بن الحنفية : هو الذي لا سهم له في الغنيمة ، ولا يجري عليه من الفيء شيء ، وقال زيد بن أسلم : هو الذي أصيب ثمره أو زرعه أو ماشيته .
وقال القرظي : هو الذي أصيب بجائحة ، وقيل : الذي لا يتكسب ، وقيل : هو الذي لا يجد غني يغنيه ، وقيل : هو المملوك ، وقيل : الكلب ، وقيل غير ذلك ، قال الشعبي : لي اليوم سبعون سنة منذ احتملت أسأل عن المحروم ، فما أنا اليوم بأعلم مني فيه يومئذ ، والذي ينبغي التعويل عليه ما يدل عليه المعنى اللغوي . والمحروم في اللغة الممنوع من الحرمان وهو المنع ، فيدخل تحته من حرم الرزق من الأصل ومن أصيب ماله بجائحة أذهبته ، ومن حرم العطاء ، ومن حرم الصدقة لتعففه ، وأظهر هذه الأقوال أنه المتعفف لأنه قرنه بالسائل ، والمتعفف لا يسأل ، ولا يكاد الناس يعطون من لا يسأل ، وإنما يفطن له متيقظ ، قال ابن عباس : في أموالهم حق سوى الزكاة ، يصل بها رحما ويقري بها ضيفا ، أو يعين بها محروما ، وعنه قال : السائل الذي يسأل الناس ، والمحروم الذي ليس له سهم في المسلمين ، وعنه قال :
المحروم هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه ، ولا يسأل الناس ، فأمر الله المؤمنين برفده .
وعن عائشة في الآية قالت : هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه .
وأخرج النترمذي والبيهقي في سننه ، " عن فاطمة بنت قيس أنها سألت النبي عن هذه الآية قال : إن في المال حقا سوى الزكاة ، وتلا هذه الآية : { ليس البر أن تولوا وجوهكم } إلى قوله : { وفي الرقاب ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة } " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.