نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ} (19)

ولما ذكر معاملتهم للخالق ، أتبعه المعاملة للخلائق تكميلاً لحقيقة الإحسان فقال : { وفي أموالهم } أي كل أصنافها { حق } أي نصيب ثابت . ولما كان السياق هنا للإحسان ، فكان إحسانهم لفرط محبتهم إلى عباد الله لا يوقفهم عن الواجب بخلاف ما في " سأل " من سياق المصلين مطلقاً ترك وصفه بالمعلومية فقال{[61337]} : { للسائل } أي الذي ينبه على حاجته بسؤال الناس وهو المتكفف { والمحروم * } وهو المتعفف الذي لا يجد ما يغنيه ، ولا يسأل الناس ولا يفطن له ليتصدق عليه ، وهذه صفة أهل الصفة رضي الله عنهم ، فالمحسنون يعرفون صاحب هذا-{[61338]} الوصف لما لهم {[61339]}من نافذ{[61340]} البصيرة ولله بهم من العناية .


[61337]:زيد في الأصل: معلوم، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[61338]:زيد من مد.
[61339]:من مد، وفي الأصل: بعد.
[61340]:من مد، وفي الأصل: بعد.