ثم ذكر سبحانه صدقاتهم فقال : { وفي أموالهم حَقٌّ للسَّائِلِ والمحروم } أي يجعلون في أموالهم على أنفسهم حقاً للسائل والمحروم تقرّباً إلى الله عزّ وجلّ . وقال محمد بن سيرين ، وقتادة : الحق هنا : الزكاة المفروضة ، والأوّل أولى ، فيحمل على صدقة النفل ، وصلة الرحم ، وقري الضيف ، لأن السورة مكية ، والزكاة لم تفرض إلاّ بالمدينة ، وسيأتي في سورة { سأل سائل } . { والذين فِي أموالهم حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لَّلسَّائِلِ والمحروم } [ المعارج : 24 ، 25 ] بزيادة معلوم ، والسائل هو الذي يسأل الناس لفاقته .
واختلف في تفسير المحروم ، فقيل : هو الذي يتعفف عن السؤال حتى يحسبه الناس غنياً ، فلا يتصدّقون عليه ، وبه قال قتادة ، والزهري . وقال الحسن ومحمد ابن الحنفية : هو الذي لا سهم له في الغنيمة ، ولا يجري عليه من الفيء شيء ، وقال زيد بن أسلم : هو الذي أصيب ثمره ، أو زرعه أو ماشيته . قال القرطبي : هو الذي أصابته الجائحة . وقيل : الذي لا يكتسب . وقيل : هو الذي لا يجد غنى يغنيه ، وقيل : هو الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه . وقيل : هو المملوك . وقيل : الكلب . وقيل غير ذلك . قال الشعبي : لي اليوم سبعون سنة منذ احتلمت أسأل عن المحروم ، فما أنا اليوم بأعلم مني فيه يومئذ ، والذي ينبغي التعويل عليه ما يدلّ عليه المعنى اللغوي ، والمحروم في اللغة : الممنوع ، من الحرمان وهو المنع ، فيدخل تحته من حرم الرزق من الأصل ، ومن أصيب ماله بجائحة أذهبته ، ومن حرم العطاء ، ومن حرم الصدقة لتعففه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.