محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ} (4)

ثم حذرهم تعالى بأسه ، إن لم يتبعوا المنزل إليهم ، بقوله سبحانه :

[ 4 ] { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون ( 4 ) } .

{ وكم من قرية أهلكناها } أي أردنا إهلاكها بسبب مخالفة المنزل إليهم { فجاءها / بأسنا } أي : فجاء أهلها عذابنا { بياتا } أي : بائتين ، كقوم لوط . والبيتوتة : الدخول في الليل ، أي ليلا قبل أن يصبحوا { أو هم قائلون } أي قائلين نصف النهار ، كقوم شعيب . والمعنى : فجاءها بأسنا غفلة ، وهم غير متوقعين له . ليلا وهم نائمون ، أو نهارا وهم قائلون وقت الظهيرة . وكل ذلك وقت الغفلة . والمقصود أنه جاءهم العذاب على حين غفلة منهم ، من غير تقدم أمارة تدلهم على وقت نزول العذاب ؛ وفيه وعيد وتخويف للكفار . كأنه قيل لهم : لا تغتروا بأسباب الأمن والراحة ، فإن عذاب الله إذا نزل ، نزل دفعة واحدة . ونظير هذه الآية قوله تعالى{[3831]} : { أفأمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ، أوَ أمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون } ؟


[3831]:- [7/ الأعراف/ 97 و98].