محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (2)

[ 2 ] { كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ( 2 ) } .

{ كتاب } أي : هذا كتاب . { أنزل إليك فلا يكن في صدر حرج منه } أي : لا يكن فيك ضيق صدر من تبليغه ، مخافة أن يكذبوك ، أو أن تقصر في القيام بحقه . فإنه صلى الله عليه وسلم كان يخاف قومه ، وتكذيبهم له ، وإعراضهم عنه ، وأذاهم . فكان يضيق صدره من الأداء ، ولا ينبسط له ، فأمنه الله ونهاه عن المبالاة بهم .

قال الناصر : ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك . . . } الآية{[3829]} { لتنذر به } أي : بالكتاب المنزل ، المشركين ليؤمنوا { وذكرى للمؤمنين } أي : عظة لهم . وتخصيص الذكرى بالمؤمنين للإيذان باختصاص الإنذار بالمشركين . وتقديم الإنذار لأنه أهم بحسب المقام .


[3829]:- [11/ هود/ 12] ونصها: {... إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل (12)}.