محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَوۡ يَجِدُونَ مَلۡجَـًٔا أَوۡ مَغَٰرَٰتٍ أَوۡ مُدَّخَلٗا لَّوَلَّوۡاْ إِلَيۡهِ وَهُمۡ يَجۡمَحُونَ} (57)

ثم أشار إلى سبب الخوف ، وهو اضطرارهم إلى مساكنهم مع ضعفهم بقوله تعالى :

57 { لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون }

{ لو يجدون ملجأ } أي حصنا يلتجئون إليه { أو مغارات } يعني غيرانا في الجبال يسكن كل واحد منهم غارا { أو مدخلا } يعني موضع دخول يدخلون فيه ، وهو السرَب في الأرض { لولوا إليه } أي لأقبلوا نحوه { وهم يجمحون } أي يسرعون إسراعا ، لا يردهم شيء كالفرس الجموح ، أي النفور الذي لا يرده لجام أي لو وجدوا شيئا من هذه الأمكنة التي هي منفور عنها ، لأتوه لشدة خوفهم وكراهتهم للمسلمين ، وغمهم بعز الإسلام ونصر أهله .