محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ} (59)

59 { ولو أنهم رضوا ما ءاتهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون } .

{ ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله } أي كفانا فضله ، وما قسمه لنا { سيؤتينا الله من فضله ورسوله } أي بعد هذا ، حسبما نرجو ونؤمل { إنا إلى الله راغبون } أي في أن يغنمنا ويخوّلنا فضله . والجواب محذوف بناء على ظهوره . أي لكان خيرا لهم .

روى الشيخان{[4553]} عن أبي سعيد الخدري قال : " بينما نحن عند رسول اله صلى الله عليه وسلم ، وهو يقسم فيئا أتاه ذو الخويصرة رجل من بني تميم- فقال : يا رسول الله اعدل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويلك ، من يعدل إذا لم أعدل ؟ فقال عمر بن الخطاب : إيذن لي فيه فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .


[4553]:أخرجه البخاري في : 78 كتاب الأدب، 95 باب ما جاء في قول الرجل : ويلك، حديث 1581. وأخرجه مسلم في : 12- كتاب الزكاة، حديث 148 (طبعتنا).