تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (8)

افتراه : كذب به .

فلا تملكون لي من الله شيئا : لا تغنون عني شيئا إن أراد الله عقابي .

تفيضون فيه : تخوضون في من تكذيب القرآن .

بل زادوا في تكذيبه فقالوا إنه افتراه . ويردّ الله عليهم بأنه لو افتراه على الله فمن يمنع الله من عقابه ! ! والله هو العليم بما يخوضون فيه من أحاديث وتكذيب !

{ كفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الغفور الرحيم } .

كفى بالله شهيداً لي بالصدق ، وشهيداً عليكم بالكذب . ثم يجيء التعقيب اللطيف : { كفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الغفور الرحيم } .

كفى بالله شهيداً لي بالصدق ، وشهيداً عليكم بالكذب . ثم يجيء التعقيب اللطيف : { وَهُوَ الغفور الرحيم } فإن الله مع كل هذا الكفر والعناد من المشركين يُبقي بابَ التوبة والمغفرة والرحمة مفتوحاً دائما ، فلا يقنط من رحمته أحد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (8)

قوله : { أم يقولون افتراه } { أم } المنقطعة بمعنى بل أيقولون افتراه . والاستفهام للإنكار والتعجيب من صنعهم . وبل ، للإضراب عن ذكر تسميتهم الآيات سحرا ، إلى ذكر قولهم إن محمدا افتراه . وفي ذلك توبيخ لهم شديد ، وتقريع .

قوله : { قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا } أي قل لهم يا محمد إن افتريت هذا القرآن من تلقاء نفسي أو تخرّصته على الله كذبا فإنكم لا تغنون عني من الله شيئا إن عاقبني جزاء افترائي وتخريصي ، ولستم بقادرين على أن تدفعوا عني ما ينزل بي من عذاب الله إن أصابني .

قوله : { هو أعلم بما تفيضون فيه } { تفيضون } من الإفاضة وهي الاندفاع . أفاضوا في الحديث أي اندفعوا فيه{[4201]} ، والمعنى : هو أن الله أعلم ممن سواه بما تخوضون فيه من التكذيب بينكم لهذا القرآن . أو بما تقولونه فيه من الافتراء الباطل .

قوله : { كفى به شهيدا بيني وبينكم } { شهيد } منصوب على التمييز ، أي كفى بالله شاهدا علي وعليكم بما تقولونه من تكذيب لي فيما جئتكم به من عند الله ، ومن افترائكم الباطل على القرآن ، فالله جل وعلا يعلم أني صادق فيما جئتكم به وأنكم أنتم المبطلون { وهو الغفور الرحيم } الله يغفر الذنوب للتائبين عن الشرك والمعاصي . وهو الرحيم بعباده المؤمنين فيكتب لهم التوفيق و السعادة في الدنيا والآخرة .


[4201]:مختار الصحاح ص 517.