تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (8)

{ أم يقولون افتراه } وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا القرآن إلا شيء ابتدعته من تلقاء نفسك ؟ أيعجز الله أن يبعث نبيا غيرك ؟ وأنت أحقرنا وأصغرنا وأضعفنا ركنا وأقلنا حيلة ، أو يرسل ملكا ، إن هذا الذي جئت به لأمر عظيم ، فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم :{ قل } لهم : يا محمد { إن افتريته } من تلقاء نفسي { فلا تملكون لي من الله شيئا } يقول : لا تقدرون أن تردوني من عذابه { هو أعلم بما تفيضون فيه } يقول : الله أعلم بما تقولون في القرآن { كفى به شهيدا } يقول : فلا شاهد أفضل من الله { بيني وبينكم } بأن القرآن جاء من الله { وهو الغفور } في تأخير العذاب عنهم { الرحيم } آية حين لا يعجل عليهم بالعقوبة . وأنزل في قوله كفار مكة أما وجد الله رسولا غيرك .