[ 8 ] { أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم 8 } .
{ أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا } أي : لا تقدرون أن تدفعوا عني سوءا ، إن أصابني به . و ( أم ) - على ما قالوا – منقطعة مقدرة ب ( بل ) الإضرابية وهمزة الاستفهام ، المتجوز به عن الإنكار والتعجيب . ووجه كون الافتراء أشنع من السحر ، حتى أضرب عنه ، أن الكذب خصوصا على الله متفق على قبحه ، حتى ترى كل أحد يشمئز من نسبته إليه بخلاف السحر ، فإنه ، وإن قبح ، فليس بهذه المرتبة ، حتى تكاد تعد معرفته من السمات المرغوبة .
/ وقال الناصر : هذا الإضراب في بابه مثل الغاية التي قدمتها آنفا في بابها ، فإنه انتقال إلى موافق ، لكنه أزيد من الأول ، فنزل لزيادته عليه ، مع ما تقدمه مما ينقص عنه ، منزلة المتنافيين ، كالنفي والإثبات اللذين يضرب عن أحدهما للآخر . وذلك أن نسبهم للآيات إلى أنها مفتريات ، أشدّ وأبعد من نسبتها إلى أنها سحر . فأضرب عن ذلك الأول إلى ذكر ما هو أغرب منه . انتهى .
{ هو أعلم بما تفيضون فيه } أي : تخوضون في حقه من أنه سحر أو إفك { كفى به شهيدا بيني وبينكم } أي : يشهد لي بالصدق بما يؤيدني به من آياته وصدق مواعيده { وهو الغفور الرحيم } أي : لمن راجع منكم الكفر وتاب وآمن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.