تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

وآخرين لمّا يلحقوا بهم : وغيرهم من الناس سيأتون بعدهم .

وبعثه الله تعالى إلى جماعات آخرين من العرب وغيرِهم من جميع العالم

لم يجيئوا بعد ، سيأتون ويحملون مِشعلَ الهداية وينشرون نور الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها . وهذا يعني أن هذه الأمة المباركة موصولةُ الحلقات ممتدة في جميع أطراف الأرض على مدى الزمان ، تحمل هذه الأمانةَ وتُخرج الناس من الظلمات إلى النور . والتاريخُ شاهد على ذلك ، وهذه الآية من دلائل النبوة ، ومن الأدلّة على أن القرآن من عند الله .

{ وَهُوَ العزيز الحكيم } والله ذو العزة والسلطان .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

{ وآخرين منهم } وفي آخرين وجهان من الإعراب : أحدهما الخفض ، على الرد إلى الأميين ، مجازه : وفي آخرين ، والثاني النصب ، على الرد إلى الهاء والميم في قوله { ويعلمهم } أي ويعلم آخرين منهم ، أي : المؤمنين الذين يدينون بدينهم ، لأنهم إذا أسلموا صاروا منهم ، فإن المسلمين كلهم أمة واحدة . واختلف العلماء فيهم ، فقال قوم : هم العجم ، وهو قول ابن عمر وسعيد بن جبير ورواية ليث عن مجاهد ، والدليل عليه ما أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد المعلم الطوسي بها ، حدثنا أبو الحسن محمد يعقوب ، أنبأنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف ، حدثنا الحسين بن سفيان ، وعلي بن طيفور ، وأبو العباس الثقفي قالوا : حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد العزيز ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة قال : " كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه سورة الجمعة ، فلما قرأ : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } قيل : من هؤلاء يا رسول الله ؟ فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرتين أو ثلاثاً ، قال : وفينا سلمان الفارسي ، قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ، ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء " .

أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنبأنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار ، أنبأنا محمد بن زكريا العذافري ، أنبأنا إسحاق الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن جعفر الجرزي عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل ، أو قال : رجال ، من أبناء فارس حتى يتناولوه " . وقال عكرمة ومقاتل : هم التابعون . وقال ابن زيد : هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد . قوله { لما يلحقوا بهم } أي : يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم . وقيل : { لما يلحقوا بهم } أي في الفضل والسابقة لأن التابعين لا يدركون شأو الصحابة . { وهو العزيز الحكيم . }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

ولما كانت{[65253]} تزكيته لهم مع أميتهم وغباوتهم لوصف الأمية في الجهل أمراً باهراً في دلالته على تمام القدرة ، زاد في الدلالة على ذلك بإلحاق كثير ممن في غيرهم{[65254]} من الأمم مثلهم في الأمية بهم{[65255]} فقال : { وآخرين } أي وبعثه في آخرين { منهم } في الأمية لا في العربية{[65256]} { لما يلحقوا بهم } أي في وقت من الأوقات الماضية في صفة{[65257]} من الصفات ، بل هم أجلف الناس كعوام المجوس واليهود والنصارى والبرابر ونحوهم من طوائف العجم الذين هم ألكن الناس لساناً وأجمدهم{[65258]} أذهاناً وأكثفهم طبعاً وشأناً ، وسيلحقهم الله بهم في العلم والتزكية .

ولما كان عدم إلحاقهم بهم{[65259]} في الماضي ربما أوهم شيئاً في القدرة ، وإلحاقهم بهم في المستقبل في غاية الدلالة على القدرة{[65260]} ، قال : { وهو } أي والحال أنه وحده { العزيز } الذي يقدر على كل شيء ولا يغلبه شيء فهو يزكي من يشاء ويعلمه ما{[65261]} أراد من أيّ طائفة كان ، ولو كان أجمد{[65262]} أهل تلك{[65263]} الطائفة لأن الأشياء كلها بيده { الحكيم * } فهو إذا أراد شيئاً موافقاً لشرعه وأمره جعله{[65264]} على أتقن الوجوه وأوثقها فلا يستطاع نقضه ، ومهما أراده كيف كان فلا بد من إنفاذه فلا يطلق رده بوجه ، ويكون المراد بالآخرين العجم ، وأن الله تعالى سيلحقهم بالعرب ، قال ابن عمر رضي الله عنهما وسعيد بن جبير أيضاً{[65265]} رضي الله عنه وهو رواية ليث عن مجاهد ويؤيده{[65266]} {[65267]}ما :

" روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل عنهم لما نزلت سورة{[65268]} {[65269]}الجمعة فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده{[65270]} على سلمان رضي الله عنه وقال : " لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء{[65271]} " " .


[65253]:- من ظ وم، وفي الأصل: كان.
[65254]:- من ظ وم، وفي الأصل: عجزهم.
[65255]:- زيد من ظ وم.
[65256]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[65257]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[65258]:- من ظ وم، وفي الأصل: أجهدهم.
[65259]:- زيد من ظ وم.
[65260]:- من ظ وم، وفي الأصل: العداوة.
[65261]:- من م، وفي الأصل وظ: من.
[65262]:- من ظ وم، وفي الأصل: اجمل.
[65263]:-زيد من ظ و م.
[65264]:- زيد في الأصل: مرافقا، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[65265]:- سقط من م.
[65266]:- من ظ وم، وفي الأصل: يويد.
[65267]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[65268]:- سقط ما بين الرقمين من ظ..
[65269]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[65270]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[65271]:- راجع معالم التنزيل 7/ 73.