الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن أبي هريرة قال : «كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزلت سورة الجمعة فتلاها ، فلما بلغ { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } قال ، له رجل : يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا ؟ فوضع يده على رأس سلمان الفارسي وقال : «والذي نفسي بيده لو كان الإِيمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء » .

وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لو أن الإِيمان بالثريا لناله رجال من أهل فارس » .

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالاً ونساء يدخلون الجنة بغير حساب » ثم قرأ { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } قال : من ردف الإِسلام من الناس كلهم .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } قال : هم التابعون .

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : { وآخرين منهم لما يلحقوا بهم } يعني من أسلم من الناس وعمل صالحاً من عربي وعجمي إلى يوم القيامة .