تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ} (2)

أقدِم على الصّلاةِ لربّك شُكراً له على ما أعطاك ، وانحَرِ الإبلَ ليأكلَ منها الفقيرُ والمسكين .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ} (2)

{ فصل لربك وانحر } فيه خمسة أقوال :

الأول : أنه أمره بالصلاة على الإطلاق ، وبنحر الهدى والضحايا .

الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم كان يضحي قبل صلاة العيد ، فأمره أن يصلي ثم ينحر فالمقصود على هذا تأخير نحر الأضاحي عن الصلاة .

الثالث : أن الكفار يصلون مكاء وتصدية وينحرون للأصنام ، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم صل لربك وحده ، وانحر له ، أي : لوجهه لا لغيره ، فهو على هذا أمر بالتوحيد والإخلاص .

الرابع : أن معنى انحر ضع يدك اليمنى على اليسرى عند صدرك في الصلاة ، فهو على هذا من النحر ، وهو الصدر .

الخامس : أن معناه : ارفع يديك عند نحرك في افتتاح الصلاة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ} (2)

ولما أعطاه ما فرغه به للعبادة ، وأكسبه غنى لا حاجة معه ، سبب عنه قوله آمراً بما هو جامع لمجامع الشكر : { فصل } أي بقطع العلائق من الخلائق بالوقوف بين يدي الله في حضرة المراقبة شكراً لإحسان المنعم ، خلافاً للساهي عنها ، والمرائي فيها .

ولما أتى بمظهر العظمة لتكثير العطاء فتسبب عنه الأمر بما للملك من العلو ، وكان أمره صلى الله عليه وسلم تكوينياً لا إباء معه ، وقع الالتفات إلى صفة الإحسان المقتضي للترغيب والإقبال لما يفيد من التحبيب ، مع التصريح بالتوحيد ، وإفادة أن العبادة لا تقع إلا شكراً ، فقال تعالى : { لربك } أي المحسن إليك بذلك سراً وعلناً مراغماً من شئت ، فلا سبيل لأحد عليك { وانحر * } أي أنفق له الكوثر من المال على المحاويج خلافاً لم يدعهم ويمنعهم الماعون ؛ لأن النحر أفضل نفقات العرب ؛ لأن الجزور الواحد يغني مائة مسكين ، وإذا أطلق العرب المال انصرف إلى الإبل ، ولذا عبر عن هذا المراد بالنحر ليفهم الزجر عما كانوا يفعلونه من الذبح للأوثان ، ومن معناه أيضاً أظهر الذل والمسكنة والخشوع في الصلاة بوضع اليمنى على اليسرى تحت النحر هيئة الذليل الخاضع ، وقد قابل في هذا أربعاً من سورة الدين بأربع ، وهي البخل بالإعطاء ، وإضاعة الصلاة بالأمر بها ، والرياء بالتخصيص بالرب ، ومنع الزكاة بالنحر .